فرحة في تايوان بعودة “أصدقاء تايوان” في إدارة دونالد ترامب الجديدة

سوف تثبت تايوان بأنها تأخذ طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “بتوفير الحماية لها”، على محمل الجد من خلال صفقات أسلحة جديدة كبيرة و مبكرة، وهي عازمة على إظهار عزمها على الإنفاق للدفاع عن نفسها.
أثار الرئيس الأمريكي والعائد بقوة الأن، دونالد ترامب، قلق تايوان، (التي تطالب بضمها الصين)، بقوله، إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة مقابل دفاعها عنها، و أنها أنتزعت أعمال أشباه الموصلات من أمريكا.
قال روبرت هاموند تشامبرز Rupert Hammond-Chambers، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي التايواني الذي يساعد في التوسط في التبادلات الخاصة بالأسلحة بين الولايات المتحدة وتايوان، لوكالة رويترز:
“رَاقبوا تايوان على الجانب الدفاعي، حيث تحاول البدء الصرف على حزمة أسلحة كبيرة – للقيام بشيء مهم وكبير للغاية، و أن ذلك قد يأتي في الربع الأول من العام المقبل”
“لكن فكروا في الأمر باعتباره دفعة أولى، لجذب الإنتباه، حيث سيجمعون العديد من المنصات الكبيرة وعمليات الشراء الكبيرة للذخائر”.
الولايات المتحدة هي بالفعل أهم مورد للأسلحة لتايوان، على الرغم من أن تايوان أشتكت من تراكم الطلبات بقيمة حوالي 20 مليار دولار، حيث تم الإعلان عن طلب جديد، بقيمة 2 مليار دولار تقريبًا من أنظمة الصواريخ، الشهر الماضي.
واجهت تايوان، التي ترفض حكومتها مزاعم السيادة عليها من قبل الحكومة الصينية، ضغوطًا عسكرية متكررة (من جانب الحكومة الصينية فقط)، بما في ذلك جولة جديدة من الأستعراضات الحربية الصينية، حول الجزيرة، الشهر الماضي.
قالت وزارة الخارجية التايوانية، في تقرير مكتوب إلى المشرعين يوم الخميس، إن الصين قد تحاول إختبار الولايات المتحدة خلال فترة إنتقال الرئاسة بمزيد من التدريبات أو هجمات القرصنة أو أشكال أخرى من الحرب النفسية، ضد تايوان.
قال مسؤول أمريكي سابق، لوكالة رويترز، إنه يقدر أنه “من المرجح للغاية” أن تتحرك تايوان بسرعة لمحاولة التوسط في صفقة أسلحة كبيرة مع الولايات المتحدة للحصول على دعم دونالد ترامب إلى جانبها، ومواجهة أي ميل متبقي لديه بأن تايوان نهبت الولايات المتحدة في موضوع أشباه الموصلات!
قال المسؤول لوكالة رويترز:
“سيرغبون في ترسيخ ولائهم بسرعة لتأمين مصلحة ترامب”.
أنتهى إتفاق الدفاع بين تايوان و الولايات المتحدة في عام 1979 إلى جانب العلاقات الدبلوماسية الرسمية، وبالتالي فهي لا تدفع بشكل مباشر تكاليف تواجد القوات الأميركية على أراضيها، على عكس اليابان وكوريا الجنوبية.
في يوم الخميس، تجنب وزير خارجية تايوان لين تشيا لونغ Lin Chia-lung، الإجابة على أسئلة الصحفيين حول شكل أموال الحماية للولايات المتحدة، لكنه أبلغ المشرعين أن الإنفاق الدفاعي، الذي يبلغ الآن حوالي 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، سيزيد.
وقال:
“الاتجاه هو أن يستمر في الارتفاع”.
أحالت وزارة الدفاع التايوانية وكالة رويترز، إلى تعليقات أدلى بها نائب وزير الدفاع پو هورن هوي Po Horng-huei، يوم الأربعاء في البرلمان بأن وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو Wellington Koo، أوضح تمامًا أن تصميم تايوان على الدفاع عن نفسها لن يتغير أبدًا.
وقال وزير الدفاع التايواني:
“إنها مسؤوليتنا للحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان”.
العديد من الأسماء التي يتم النظر فيها لشغل مناصب عليا في الإدارة الأمريكية الجديدة هم أشخاص مؤيدون بشدة لتايوان، بما في ذلك وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي دعا بعد ترك منصبه إلى علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، ومستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين، الذي زار تايوان العام الماضي.
في تغريدة له على موقع X، أعرب روبرت أوبراين عن شكره لرئيس تايوان لاي تشينج تي Lai Ching-te، على تهنئته دونالد ترامب بمناسبة فوزه الكبير في الولايات المتحدة، و هنأ المسؤولين في تايوان، رغم أن مكتب الرئيس التايواني قال إنه لا توجد خُطط لإجراء مكالمة بينه وبين دونالد ترامب.
قال مصدر أمني مقيم في تايوان، لوكالة رويترز، إنه إذا حصل وجود أشخاص مثل روبرت أوبراين أو مايك بومبيو في مناصب عليا، في حكومة دونالد ترامب، فسيكون ذلك “رائعًا” لتايوان، لكن تايوان بحاجة كذلك إلى إظهار أنها تأخذ الإنفاق الدفاعي على محمل الجد.
وقال المسؤول لوكالة رويترز:
“ربما يكون طلب ترامب لأموال الحماية هو الدفعة التي تحتاجها تايوان لزيادة إنفاقها الدفاعي حقًا، و أن صفقة أسلحة جديدة في العام الجديد ستكون طريقة ممتازة لإظهار أن ترامب سيفعل ذلك“
فاز دونالد ترامب بمعجبين في تايوان خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، أولاً بالتحدث إلى الرئيسة آنذاك تساي إنج وين Tsai Ing-wen، بعد وقت قصير من فوزه بالانتخابات، ثم بمبيعات الأسلحة وزيارات أعضاء مجلس الوزراء إلى تايوان، والموقف القوي ضد الصين.
قال فينسنت تشاو Vincent Chao، المتحدث باسم حملة رئيس تايوان الحالي، والذي يزور الولايات المتحدة بانتظام، إن جميع المرشحين المُحتملين الذين تتم مناقشتهم علنًا لمنصب وزير الخارجية ووزير الدفاع في إدارة دونالد ترامب يعتبرون “أصدقاء لتايوان”.
وقال لوكالة رويترز، في إشارة إلى تعليقات دونالد ترامب بشأن تايوان خلال الحملة الانتخابية:
“عندما يتعلق الأمر بترامب، يقول الناس إن الأمر يتعلق بما يفعله، وليس بما يقوله، لا داعي للقلق من جانب التايوانيين، يجب أن نتحلى بالثقة”.






